السلام عليكم ، ماحكم التكبيرة الثالثة التى تقام فى الصلاة وماهو التشهد الصحيح فى الصلاة \ التشهد الاول والتشهد الثانى \ و ماهو التسبيح الصحيح مابعد الصلاة عليه |
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . لفظ التشهد المختار، وهو الذي كان عمر بن الخطاب يعلمه الناس، وهو على المنبر: (التَّحِيَّاتُ للهِ، الزَّاكِيَاتُ للهِ ، الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ للهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ)، (الموطأ 1/91)، وذهب الحنفية والحنابلة إلى اختيار التشهد الذي رواه عبد الله بن مسعود ، وبدايته : (... التَّحِيَّاتُ لله وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ ..) (البخاري رقم 5910) ، واختار الشافعية التشهد من رواية ابن عباس رضي الله عنه، وأوله : (التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ ، الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لله السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ...) ، (مسلم حديث رقم 403) ، والاختلاف إنما هو في الأولوية ، وإلا فهو من اختلاف التنوع في الأمر المباح ، (انظر مواهب الجليل 1/543 ، وبدائع الصنائع 1/212، والمجموع 3/457 ، والمغني 1/574) . والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سنة في التشهد الأخير، ولا تشرع في التشهد الأول لما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخففه حتى كأنه على الرضف، وتكون بأي لفظ من ألفاظ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وهى كثيرة، وأفضل الصِّيغ الصيغة التي علَّمها النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، ففي الصحيح عن كعب بن عُجرة: (أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَلَيْنَا، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ ؟ قَالَ: فَقُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) (البخاري مع فتح الباري 7/220)، ودليل أنها سنة قول النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن ذكر ألفاظ التشهد: (إِذَا قُلْتَ هَذَا أَوْ قَضَيْتَ هَذَا فَقَدْ قَضَيْتَ صَلاتَكَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تَقُومَ فَقُمْ وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَقْعُدَ فَاقْعُدْ) (أبو داود حديث رقم 968). هذا هو المشهور عند المالكية، وهو قول الحنفية، وللمالكية قول في المذهب بالوجوب، والمشهور عند الحنابلة والمذهب عند الشافعية أن الصلاة على النبي * في التشهد الأول سنة، وفي التشهد الأخير واجبة، تفسد الصلاة بتركها لأمر الله تعالى بها في القرآن ، وأولى المواضع بها الصلاة، ولأن النبي * علمهم التشهد، فعرفوا السلام عليه، فسألوه عن الصلاة عليه فقال لهم: (قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) (البخاري حديث رقم 3370) ، قالوا: ولا يجوز القول بأن التشهد واجب والصلاة عليه غير واجبة، (انظر مواهب الجليل والتاج والإكليل 1/543 ، وفتح القدير 1/273 ، والأم 1/117 ، والمغني 1/541) . ويستحب الدعاء بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ويتخير المصلى من الدعاء أعجبه إليه كما جاء في الصحيح، وكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد الأخير يتعوذ من أربع، ويقول: (إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بِكَ من فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، وأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ) (مسلم 1/412)، ولا يشترط هذا اللفظ في الدعاء إذا كان المصلى لا يحفظه، فله أن يدعو بما يعرف، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قال لِرَجُلٍ: (كَيْفَ تَقُولُ في الصَّلاةِ ؟ قَالَ: أَتَشَهَّدُ، وَأَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، أَمَا إِنِّي لا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ، وَلا دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ) (أبو داود 1/210 ، وسنن ابن ماجة 1/295). وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها، قالت: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلاثًا، وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ)(مسلم 1/414) ، وفى الصحيح: أن المُغِيرَةِ بن شُعْبَةَ كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، كَانَ إِذَا فَرَغَ مِن الصَّلاةِ ، وَسَلَّمَ ، قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ) (البخاري مع فتح الباري 2/476 ، ومسلم 1/415 ، ومعناه لاينفع صاحب الحظ عندك حظه). وفى الصحيح عن أبى هريرة رضي الله عنه، أن فقراء المهاجرين أَتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقالوا: (ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ (الأموال) بِالدَّرَجَاتِ العُلَى وَالنَّعِيمِ المُقِيمِ، فَقَالَ: وَمَا ذَاكَ ؟ قَالُوا: يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي ، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ ، وَيَتَصَدَّقُونَ، وَلا نَتَصَدَّقُ ، وَيُعْتِقُونَ ، وَلا نُعْتِقُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَفَلا أُعَلِّمُكُمْ شَيْئًا تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ ، وَتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكُمْ ، وَلا يَكُونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْكُمْ ، إِلا مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُمْ ؟ قَالُوا: بَلَى ، يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ: تُسَبِّحُونَ ، وَتُكَبِّرُونَ ، وَتَحْمَدُونَ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ مَرَّةً ، قَالَ أَبُو صَالِحٍ: فَرَجَعَ فُقَرَاءُ المُهَاجِرِينَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالُوا: سَمِعَ إِخْوَانُنَا أَهْلُ الأَمْوَالِ بِمَا فَعَلْنَا ، فَفَعَلُوا مِثْلَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ) (البخاري مع فتح الباري 2/470 ، ومسلم 1/416). وفى الصحيح عن أبى هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ سَبَّحَ اللهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ ، وَحَمِدَ اللهَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ ، وَكَبَّرَ اللهَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ ، وَقَالَ تَمَامَ المِائَةِ: لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، غُفِرَتْ خَطَايَاهُ ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ) (مسلم 1/418) ، وفى الصحيح عن كعب بن عُجْرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مُعَقِّبَاتٌ لا يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ ، ثَلاثٌ وَثَلاثُونَ تَسْبِيحَةً ، وَثَلاثٌ وَثَلاثُونَ تَحْمِيدَةً ، وَأَرْبَعٌ وَثَلاثُونَ تَكْبِيرَةً ، في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ) (مسلم 1/418) ، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد معاذ رضي الله عنه ، وقال له: (أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ ، لا تَدَعَنَّ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ) (أبو داود 2/86)، وفي حديث أبى أمامة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَرَأَ آيَةَ الكُرْسِي في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الجَنَّةِ إِلاَّ أَنْ يَمُوتَ) (عمل اليوم والليلة ص172). الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
شوهدت 17591 مرة